جديد الموقع

الأربعاء، 7 أغسطس 2019

(لا تأت) خاطرة أدبية بقلم التلميذة: دليلة شقروني


#لا_تأت 


انجل يا ليل و لا تأت، كف عن الوجع، ارحل و لا تأت. قد يحبك الناس حبا لقمرك أو لنجومك، أو لسكونك، لكنك موجع و مخيف، فارحل للأبد و لا تأت. قد تسألني لما الحقد و أنت لم تؤذني ،لما الخوف و أنت لم تلحق ضرراً بي، أو لما الوجع و أنت لم تجرحني، لكن دعني أخبرك أني أحبك مثلهم و أكثر، أتوق إليك في كل ثانية بفارغ الصبر، و أدعوك كل ليلة كي لا ترحل؛ ففيك قيام لليل و توبة، فيك سيلان للعين و محبة، فيك تبطل ألف كذبة، و عندك سكينة و طمأنينة، كما يحلو التفكر في الحلم و الرغبة، فلم الخوف يا صبية؟ لم الوجع والأسى يا صغيرة؟ أتحدث عن الخوف، لأن الظلام موحش يا غالي، أتحدث عن ما يقاسيه أطفال البراري، عن عودة سكير لبيته، عن رحلة عبر قوارب الأموات، وعن تهريب المخدرات، عن عجوز قتله البرد، و عن امرأة لا مأوى لها، فاحتال عليها سباع الشوارع، ماذا عن من شرب كأس اليأس و الهم؟ بدل الحبر كتب بالدموع، و من قهر نفسه بالبكاء كلما انفرد، فبعدما يصبح كل من في البيت نيام، يجلس للتفكر في الأحزان و الهموم، ناهيك عن مريض الأرياف، لا مستشفيات و لا مواصلات، لربما يتدبر الأمر نهارا ،لكن عند حلولك يا ليل يزداد الأمر سوءاً ، و لم لا وفيات، مأساة و معاناة.لا لا لا!! لم أقصد ذلك، لم أقل عنك سيء يا ليل صدقني، هم البشر بهذا السوء يا عزيزي. لن أقول أن الإنسانية ماتت، لكن الأنانية طغت، كيف و متى؟ لا أدري، فقط نطمح إلى التغيير للأفضل ، لكننا نرجع بخطوات للوراء يوما على يوم. وأنا لا أخبرك بجديد عليك، فقد عشت طويلا و شهدت كثيراً. لم تكن المذنب يوما، لكنك كنت طوال الوقت وسيلة للتلاعب. عشقك فريد من نوعه، لكنهم لا يحسنون استغلالك، تمنيت لو لم يكن هناك ضحايا، لما دعوتك للرحيل عندها، لأنك الأفضل بالنسبة لي، لكن رحمة لهم سأطلب منك الرحيل، اعذرني و لا تواخذني على قسوة كلامي، فلا تنس أني أحبك، لكن أرجوك، ارحل و لا تأت يا ليل، انجل و لا تأت يا غالي.

بقلم التلميذة: دليلة شقروني
(لا تأت) خاطرة أدبية بقلم التلميذة: دليلة شقروني

مواضيع ذات صلة

  • تعليقات البلوجر
  • تعليقات الفيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تذكروا قول الله تعالى : {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}

Top