أتحدث عن ماذا؟
أأتحدث عن مدخن يقتل نفسه بغباء؟ أم عن أطفال راحوا ضحايا ابتلاء الآباء؟ أأتحدث عن غافل يدخن أول شيء عند استيقاظه في الصباح وحتى قبل موعد نومه في المساء؟ أم أتحدث عن غبي يحمل عدوه بكلتا يديه ويقبله بشفتيه ويبتيم قائلا نعم الأصدقاء ؟ ماذا؟ ماذا عن عبد الله الذي مات تحت أنظار أبنائه وهم في حضنه والسجارة في فمه فما كان من الشهداء ، ورقية التي ما حظيت بشعور الأم لأن التخين يضعف القدرة الجنسية عند الرجال فما بالك بالإجهاض و العقم عند النساء، ضحايا التدخين كثيرا كانوا وما زالوا ، لكل منهم حكاية لكن ذنبهم وعدوهم واحد، كانوا يعلمون لكنهم ما اعترفوا و قالوا، التدخين مفيد على هذا اتفقوا وما احتاروا، بالفعل لأن المدخن لا يعاني الشيخوخة فهو يموت في عز شبابه وحتى يقتنع بهذا قد فات الأوان. يا مدخن! كل شيء من حيث لا تدري لكنك حقا تدري، ألا تدري أن السموم في عروقك تجري؟ ألا تعلم أن القطران الموجود في السجارة هو أحد مكونات مادة الزفت التي ترصف بها الشواع؟ هذا ما يضمه كل مدخن في الصدر، ألا تعلم أن النيكوتين لو حقن به إنسان في الوريد يقتله على الفور! وحتى لو لم تكن تدري، كم من شخص نصحك فاعتبرت النصيحة نكتة ضحكت عليها مما عجل من موعد رحيلك إلى القبر، وأمثالك غضب مما سمعته الأذن من حقيقة فانفجر على صاحبه غضبا لأنه أحس بالإهانة فما استطاع التحلي بالصبر . لكنك حقا تدري لأن نار جهنم في أحشائك لكنك لا تشعر إلا ببعض الصدمات الخفيفة فتشكوا من برد أو تسمم في الأكل ولما زاد الأمر عن حده واكتشفت الحقيقة ما صدقت و أصبت بالقهر، كيف وماذا؟ منذ متى ولماذا؟ تحطمت عندما سمعت هذا؟ كان بإمكانك أن تقتنع وتقلع عن التدخين لكنك رفضت هذا، فلا تلقي اللوم على أحد لأنك المتهم الرئيسي في كل هذا. دموع ذرفت، دماء نزفت، أسر شتتت ، حياة دمرت، بسبب سجارة استهلكت.
بقلم التلميذة : دليلة شقروني
احسنت
ردحذف